دراسات كنسيّة





دراســــــــات كنسـيّـة

ســـرّ مســـحة المرضى


يقول الرسول يعقوب في رسالته الجامعة (5: 14-15): "هل فيكم مريض؟ فليَدعُ كهنة الكنيسة وليصلّوا عليه، ويمسحوه بالزيت باسم الربّ. فإنّ صلاة الإيمان تخلّص المريض، والربّ ينهضه، وإن كان قد اقترف خطايا تُغفرُ له".المسيح جاء يشفي كل مرض وكل ضعف. فهو الطبيب الشافي أمراض النفوس والأجساد. وقد أعطى تلاميذه نعمة الاشفية: "فقلّدهم سلطانًا لكي يطردوا الأرواح النجسة، ويشفوا كل مرض وكل سقم...قائلاً لهم: أشفوا المرضى، أقيموا الموتى، طهّروا البرص، أخرجوا الشياطين، مجّانًا أخذتم مجّانًا أعطوا" (متى10: 1-8).ولهذا فالمؤمن الذي يقع في مرض جسديّ أو شدّة نفسيّة، فليستدع الكاهن لكي يصلّي عليه، ويمسحه بالزيت المقدّس.هذا وإن سرّ المسحة المقدّسة يعطى لجميع المؤمنين يوم خميس الأسرار قبل الفصح المجيد، حيث يكرّس سبعة كهنة (إن وُجدوا) الزيت المقدس، أو زيت التائبين، ويدهنون به المؤمنين التائبين عن خطاياهم. وكأن هذه المسحة هي تهيئة المؤمن لكي يُدفن مع المسيح ومن ثمّ ينهض معه.تتألف صلاة تكريس الزيت للمرضى التائبين من صلوات ومزامير وسبع رسائل وسبعة أناجيل وسبع صلوات وسبع طلبات.في آخر الصلاة يوضع الإنجيل مفتوحًا على رأس التائب والتائبين، رمزًا الى قوّة الشفاء في إنجيل الربّ يسوع وفي يده.ثم يتقدّم التائب وجميع الحضور، فيمسح الكاهن كلّ واحد منهم على جبينه قائلاً: "لشفاء النفس والجسد".تصير بركة الزيت أيضًا في مساء الأعياد الكبرى (في صلاة الأغربنيا)، مع الخمر والقمح والخبز. ويُمسح الحاضرون كلّهم بالزيت المقدّس.كما توجد عادة عريقة قديمة في بعض المناطق حيث يستدعي المؤمنون كاهن الرعيّة في مناسبة عيد أو مرض أو سفر أو عمليّة...ويصلّي على الزيت في البيت، ويدهن به جباه الحاضرين قائلاً أيضًا: "لشفاء النفس والجسد". وتسمّى هذه الصلاة "القنديل".كل هذه العادات تدحض الاعتقاد الشعبيّ والخاطئ السائد بأن مسحة المرضى هي "المشحة الأخيرة"!لاحظ عبارة المسحة: "لشفاء النفس والجسد". ذلك أن مرض النفس والجسد متّصلان. فالمهم هو ليس شفاء الجسد دون النفس ولا شفاء النفس دون الجسد، بل المهم هو شفاء الإنسان الكامل.

ســـرّ الــكــهــنوت



لا مجال هنا لنتكلّم عن الكهنوت المقدّس. وإنما نريد أن نشير الى أنّ الكهنة هم من الشعب لخدمة الرب والشعب، في الكنيسة ومن خلالها. ولهذا فإنّ مسؤوليّة الخدمة في الكنيسة، وهي شعب الله بكل أعضائه، تقع على شعب الله كلّه. ولا تنبت وتنمو الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة إلا في العائلات المسيحيّة.لكن الكاهن يحتاج الى معاونين على درجات مختلفة. والخدم في الكنيسة أيضًا مختلفة، منها كهنوتيّة وتحمل وسم الكهنوت، ومنها لا يحمل وسم الكهنوت.ولذا سنوجز هنا الخدمات الكهنوتيّة وسواها في الكنيسة المحليّة.


الدرجات الكهنوتيّة: نجد في كتاب "الإفخولوجيون" الذي يحتوي على الصلوات لمختلف الظروف والأحوال، تعدادًا للدرجات الكهنوتيّة وهي:1- القارئ والمرتّل في الكنيسة:يمكن أن يكون راهبًا أو علمانيًّا. ويمكن أن تكون هذه الدرجة كمقدّمة لدرجة أخرى من رتب الكهنوت. كما يمكن أن تكون درجة قائمة بذاتها. تجري الرسامة في بدء القداس أو في صلاة الغروب. ولذا، يا حبّذا لو يرسم أكثر من قارئ ومرنّم للرعايا، يكونون ملتزمين شخصيًّا بتأمين القراءة والترنيم وإنعاش المشاركة في الصلوات والترانيم.وهذا يعني ضرورة أنه يترتب عليهم أن يتابعوا بعض الدروس لكي يعرفوا كيف يستعملون الكتب الطقسيّة، وترتيب الطقوس والأعياد والحفلات وأصول الترنيم والبصلتيكا.وهكذا تتألف في الرعايا فئة تساعد الكاهن في إنعاش ليترجيا القدّاس الإلهي والأسرار المقدّسة وباقي الطقوس الكنسيّة.
2- الشمّاس الرسائلي:هذه الدرجة تحوّل صاحبها القراءة والترنيم في الكنيسة وقراءة الرسائل بخاصة، كما في الدرجة السابقة. ولكن صاحب هذه الدرجة يعتبر خادمًا مختصًّا في الكنيسة، ويقوم بخدمات أخرى لمساعدة المطران والكاهن في الليترجيّا.إنها درجة مهمّة وفيها التزام كبير في خدمة الكنيسة والطقوس والأسرار المقدّسة، الى جانب الكاهن.يمكن أن يكون للشماس الرسائليّ دور مهم في إنعاش الليترجيّا ومساعدة مختلف فئات الشعب في المشاركة الحيّة في الليترجيّا وباقي الصلوات...هنا أيضًا لا بدّ من تهيئة روحيّة وفكريّة واجتماعيّة للمرشّحين لهذه الدرجة. تجري الرسامة قبل ابتداء ليترجيّا القداس.
3- الشماس الإنجيليّ:تجري رسامة الشماس الإنجيليّ بعد نهاية الأنافورا أي قبل طلبة: "بعد أن ذكرنا جميع القديسين..." في ليترجيا القدّاس الإلهيّ.يُدعى الشماس إنجيليًّا لأنه يحقّ له أن يقرأ الإنجيل ويرنّمه في ليترجيّا القداس الإلهي. كما يوزّع القربان المقدّس مع الكاهن.هذا وإنّ دور الشماس الإنجيليّ في الليترجيّا الإلهيّة كبير جدًّا، كما نرى في الكتب الطقسيّة. وله دورٌ مهمٌّ أيضًا في صلاة الغروب والسحريّة وفي خدمة الأسرار المقدّسة. وهو دومًا الى جنب المطران أو الكاهن. وهو يدعو الى الصلاة ويرنّم أو يقرأ الليطانيّات أو الطلبات ويعطي التنبيهات الطقسيّة للشعب: فلنصغ!، أحنوا رؤوسكم للرب إلخ... كما يساعد في العماد المقدّس. ويمكن أن يوزّع المناولة المقدّسة تحت إشراف الكاهن.على الشماس الإنجيليّ أن يختار العزوبيّة أو الزواج قبل الرسامة الشمّاسيّة، إذ لا يحقّ له أن يتزوّج بعد الرسامة. هذا القانون ينطبق كما هو معروف على الدرجات اللاحقة: الكهنوت والأسقفيّة.درجة الشماس الإنجيلي قائمة بذاتها، وليست ضرورة مرتبطة بالكهنوت. ولا مانع أن يبقى الشماس شماسًا مدى الحياة.
4- الكاهن:الرتب السابقة كلّها تسمّى "وضع يدّ" أو باليونانيّة "شرطونيّة". تصير رسامة الكاهن في الليترجيّا الإلهيّة بعد نقل القرابين أو دورة الشيروفيكون.نحب أن نحرّض عائلاتنا المؤمنة لكي تشجع أبناءها على الدعوة الكهنوتيّة. كما نطلب من الكهنة أن يوجّهوا اهتمامهم الى اكتشاف الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة (للشبّان والشابات) في العائلات وفي المدارس وفي منظّمات الشباب.
5- رتب كهنوتيّة أخرى:توجد رتب كهنوتيّة كثيرة، تختلف حسب اختلاف الأعمال والوظائف الكنسيّة التي توكل الى الكاهن، فيمكن أن تكون ألقابًا فخريّة، أو وظائف يُسند بعضها الى علمانيّين وليس ضرورة الى كهنة. ونشير الى أن هذه الرتب والدرجات وهي لا توجد كاملة أو في أكثرها إلاّ في الدوائر الأسقفيّة أو البطريركيّة الكبرى. وإليك بعضًا منها:أ‌- الأرشمندريت أو رئيس الدير. هذه الرتبة تعطى لرؤساء الأديار الكبرى من الرهبان. ولكن جرت العادة أن تُعطى للنائب الأسقفيّ العام ولكبار الكهنة وأصحاب الوظائف الكنسيّة.ب‌- الإيكونوموس أو الوكيل، وتعطى هذه الرتبة لوكيل الأوقاف في الأبرشيّات. كما يعطى لقب إيكونوموس شرفيًّا.ت‌- الإكسرخوس ينظر في الدعاوى على الكنيسة وهو عادة لقب فخريّ، يعطى لذوي الوظائف الإداريّة في الكنيسة.ث‌- معلّم التعليم المسيحيّ وهو المولج من قبل الأسقف بتعليم الإيمان المقدّس للشعب في المدارس أو سواها.ج‌- المعلّم (أو الديدسكالوس) وهو المولج من قبل الأسقف بشرح الإنجيل والمزامير. بكلمة أخرى هو الواعظ، ويمكن أن يكون علمانيًّا.ح‌- البروتوبسالتيص: أو رئيس المرنّمين أو مدير الجوق أو الخورص. وبالطبع لا ضرورة أن يكون كاهنًا أو شمّاسًا.
6- المطران:رئاسة الكهنوت هي قمّة الدرجات الكهنوتيّة كلّها. العبارات المستعملة للدرجة الأسقفيّة مختلفة باختلاف الكراسي الأسقفيّة أو الأبرشيّات.


أ-‌ أسقف: مشتقّة من اليونانيّة وهو الاسم الخاص بالدرجة الأسقفيّة أو رئاسة الكهنوت. وعبارة أسقف تعني " المناظر أو المشرف بحدب وحب .

ب‌- متروبوليت أو مطران: مشتقّة من اليونانيّة. والمطران هو الأسقف في "مدينة- أم" أو "متروبول" أو عاصمة.

ت‌- رئيس الأساقفة: هو الأسقف في ولاية كنسيّة الذي له ولاية على أساقفة آخرين. في الواقع كثيرًا ما تكون هذه العبارات اليوم ألقابًا فخرية، دون ولاية فعليّة. ولكن هذه الألقاب كانت فعليّة في التاريخ القديم.

ث‌- تتم رسامة المطران قبل قراءة الرسائل والأناجيل.
7- البطريرك:البطريرك هو الرئيس الأعلى في البطريركيّة وهو يؤلف، مع سينودسه (أو مجمعه) ومع كل الأساقفة التابعين لولاية البطريركيّة، السلطة العليا في الكنيسة المحليّة في البطريركيّة.في كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق. كما يحمل لقبين إضافيّين شخصيّين وهما الاسكندريّة وأورشليم. عمليًّا تمتد ولايته الى كل الروم الملكيّين الكاثوليك في العالم. وهم حوالي خمس مئة ألف في البلاد العربيّة، وحوالي سبع مئة ألف في بلاد المهاجر، بحيث تعدّ كنيستنا حوالي مليون ومئتي ألف.

في كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة الكراسي التالية:

1- الكرسيّ البطريركيّ الأنطاكيّ، ومركزه دمشق.

-2 الكرسيّ البطريركيّ الاسكندريّ، ومركزه الاسكندرية والقاهرة. ويسوسه نائب بطريركيّ.

3- الكرسيّ البطريركيّ الأورشليميّ، ومركزه القدس، ويسوسه نائب بطريركيّ

4- أبرشيّات سوريا وهي: حلب- حمص وحماه ويبرود- اللاذقيّة- خبب وحوران (4 أبرشيات)

5- أبرشيات لبنان وهي: صور- بيروت- صيدا- مرجعيون- زحلة- بعلبك- طرابلس (7 أبرشيات)

6- الأردن، أبرشيّة عمّان (أبرشيّة واحدة).

7- فلسطين: عكّا وحيفا والناصرة والجليل (أبرشيّة واحدة).

8- المهجر: الولايات المتحدة الأميركيّة- كندا- البرازيل- أوستراليا- المكسيك- فنزويلاّ والمساعي مكثّفة لتأسيس أبرشيات أخرى في أميركا الجنوبيّة.

9- ممثّلون بطريركيّون: في فرنسا (باريس)، والعراق (بغداد)، والكويت.




الإنــدمـيسـي




تعريفه :



" الأندميسي" هي قطعة من كتان أو حرير رًسمت عليها صورة دفن سيدنا يسوع المسيح والات الامه. يخاط في أسفله كيس صغير يحتوي ذخائر الشهداء. ويوضع واحد على المائدة المقدّسة ، وواحد على مائدة الذبيحة إذا لم تكن مكرّسة لكي يجوز التقديس عليها. وقد جرت العائدة أن يوضع على الموائد المكرّسة أيضًا، ويحفظ حق تكريس الاندميسي للبطريرك.

في الجزء الثاني من القداس " خدمة القربان" ، بينما يرنّم الخورس النشيد الشيروبيمي ( ايها الممثلون الشيروبيم...) ، يرسم الكاهن بالانجيل إشارة الصليب فوق الانديميسي ويرفعه ويضعه جانبًا ، ثم يبسط الانديميسي ويضع القرابين عليه بعد الدورة.

بعد الانتهاء من مناولة الشعب ، يذهب الكاهن بالكأس المغطاة الى مذبح التقدمة، فيضعها عليه ، ثم يعود الى المائدة المقدّسة ويطوي الانديميسي ويضع الانجيل فوقه.


الرّموز الموجودة على الاندميسي:

تتوسط الاندميسي أيقونة دفن سيدنا يسوع المسيح ، وقد كُتب فوقها:

" إنّ يوسف الوجيه أنزل من الخشبة جسدك الطاهر، ولفّه بكفنٍ نقيٍّ وحنوط، ووضعه في قبرٍ جديد"

في الجهة اليمنى للأيقونة كتب:



" أيها المسيح الهنا لقد كنت في القبر بالجسد وبالنفس ، وبما انك اله في الفردوس مع اللص وعلى العرش مع الاب والروح مالئًا كلّ شيء يا من لا يحدّه شيء".

في الجهة اليسرى للأيقونة كُتبَ :



" ايها المسيح ان قبرك ينبوع قيامتنا قد بدا لنا حاملاً الحياة وأبهى من الفردوس واثنى من كلّ خدر ملكيّ"

أمّا في أسفل الأيقونة ،يوجد الشعار الأسقفي للبطريرك مع اسمه وتوقيعه.







في الجهة اليمنة من الاندميسي، توجد أيقونة القديس يوحنا فم الذهب رئيس أساقفة القسطنطنية وصاحب خدمة القدّاس الالهي








في الجهة اليسرى توجد أيقونة القديس باسيليوس الكبير ( نحتفل بلترجيّة القديس باسيليوس عشرة مرّات في السنة ، في باراموني عيد الميلاد المجيد والظهور الالهي، يوم عيد القديس باسيليوس في الاول من كانون الثاني ، في الاحاد الخمسة الاولى من الصوم الاربعيني المقدس ويومي الخميس والسبت من الاسبوع العظيم المقدس.)




على أطراف الاندميسي الأربعة نجد الانجليين الأربعة ، كلّ حسب رمزه:

في الجهة اليسرى للاندميسي
في الاعلى نجد حيوان بوجه بشري وهو متى الانجيلي ، رمز الحكمة
في الاسفل نجد الاسد المجنّح وهو رمز انجيل مرقس ، رمز العظمة

في الجهة اليمنى للاندميسي
في الاعلى نجد النسر وهو رمز انجيل يوحنا ، رمز السرعة والنظرة الثاقبة
في الأسفل نجد الثور المجنّح ، رمز لوقا ، رمز القوة






ســـــــرّ الزّواج المـــقــدّس






الزواج عقد طبيعي بين رجل وامرأة. المسيح رفعه الى سرّ مقدّس بين المعتمدين.


الخطبة: هي مرحلة استعداديّة للزواج، يتعرّف فيها الخطيبان الواحد على الآخر. يلتقي الكاهن بالخطيبين مرارًا لكي يشرح لهما سموّ الزواج المقدس وواجباته وروحانيّاته.


المحابس والخواتم: رمز قديم للعهد بين الرجل والمرأة.في الشرع الكنسيّ، ليست الخطبة نصف زواج كما تقول العامّة. وبركة الكاهن في الخطبة بركة روحيّة وليس لها أي مفعول قانونيّ.


تبادل الرضى: وفيه يتبادل الزوجان الرضى أمام الكاهن والشهود (الأشابين) والجماعة الكنسيّة الحاضرة.رتبة صلوات الإكليل: تشتمل على الطلبات لأجل الزوجين والآيات المقدّسة من سفر التكوين وتلاوة الإنجيل المقدس، والتبريكات والتوجيهات الروحيّة التي يجب أن تسيّر حياة الزوجين.


الاكليل: يقول بولس الرّسول: الرجل إكليل المرأة والمرأة إكليل الرجل. والاكليل رمز للنضوج الروحيّ الذي وصل اليه الزوجان. لقد أصبحا أهلاً للحياة وللدعوة الروحيّة في الزواج. ولذا يكلّلان أمام الجماعة الكنسيّة كلّها. الإكليل رمز للسلطة الملكيّة. فالإنسان ملك على الخليقة. وإلى هذا يشير بولس الرسول في الرسالة الى العبرانيين (2،7) عندما يتكلم عن الإنسان ملك الخليقة قائلاً: بالمجد والكرامة كلّله وعلى أعمال يديه سلّطه"، وهي آية من المزمور 8: 5-7. وقد أصبحت النشيد الشعبيّ المشهور في حفلة الإكليل: "أيها الربُّ إلهنا، بالمجد والكرامة كلّلهما وعلى أعمال يديك سلّطهما".


سرّ الزواج وسرّ الكنيسة: يشرح لنا القديس بولس في رسالته إلى الأفسسيّين، واجبات الحياة الزوجيّة وسموّ دعوة الزوجين. ويعطي المثل الأسمى لعلاقة الرجل والمرأة من خلال سرّ المسيح والكنيسة: "أيها الرجال أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح أيضًا الكنيسة وبذل نفسه لأجلها" (5: 25).
الكأس المشتركة: إن صلوات حفلة الإكليل موزّعة على غرار رتبة القدّاس الإلهي. وكانت تقام قديمًا في أثناء الاحتفال بليترجيّا القداس. وقد بقيت الكأس المشتركة إشارة الى هذه العادة القديمة، والى المناولة التي كانت تُعطى للعروسين.واليوم ترمز الكأس، بعد بركة الخمر دون تكريسه، الى الشِركة الكاملة بين العروسين. وتعطى أيضًا للأشابين.
زيّاح العروسين: إنها "زفّة" كنسيّة تعني فرح الجماعة وابتهاجها، وخاصّة تكريس العروسين لله في سرّالزواج المقدّس. وكما كانت الذبائح قديمًا تزيّح حول هيكل التقدمة قبل نحرها، هكذا يزيّح العروسان لأنهما تكرّسا للربّ، الواحد للآخر، في السرّ المقدس. وعلى رأسيهما أكاليل الرسل والشهداء.سرّ الزواج يعني تأسيس أسرة مسيحيّة جديدة وكنيسة بيتيّة جديدة."أيها الربّ إلهنا، بالمجد والكرامة كلّلهما، وعلى أعمال يديك سلّطهما".



الايــقـــــــونســـــطاس







هو حجاب فرتفع، توضع عليه الايقونات، وبفصل بين صحن الكنيسة والقدس. وللإيقونسطاس أبواب ثلاثة : الباب الوسط المدعو الباب المقدس أو الباب الملكيّ، محجوب بستار أو مغلق بمصراعين نصفيين ، ترسم عليه صورة بشارة سيدتنا مريم العذراء والانجليين الأربعة (5) ، إلاّ أن هذا الباب المقدّس يرمز الى بشارة الانجيل وبداية عمل الفداء ومجموع تعاليم المخلّص ، التي تُدخل المؤمن الى معرفة أسرار الله. ولا يجوز لأحد الدخول من هذا الباب المقدّس سوى الشمامسة والكهنة والأساقفة في أوقات معيّنة ، أثناء قيامهم بالحفلات المقدّسة. ويجب عليهم مع ذلك ألا يدخلوه ما لم يكونوا مرتدين حللهم الطقسية الكاملة ، ماعدا الأساقفة. أما البابان الجانبيان ، باب الشمال وباب اليمين أو الجنوب، فيغلقان بمصراع واحد يحجبهما تمامًا أو بستائر. ويستعملان لاجتياز كل الذين يخدمون في الهيكل دون استثاء، وهما يمثلان أبواب الفردوس الأرضي، التي أغلقت منذ خطيئة أبوينا الأولين ونُصِبَ ملاك لحراستها.



أما الأيقونات فترتّب كما يلي :



1-من جهة اليمين توضع أيقونة السيد له المجد
2- على باب اليمين ترسم صورة القديس استفانوس رئيس الشمامسة.
3- من جهة الشمال توضع ايقونة السيدة والدة الاله.
4- وفوق الايقونسطاس توضع عادة صور الرسل الاثني عشر
6- تعلو الايقونسطاس صورة المصلوب وعلى جانبيه مريم العذراء ويوحنا الحبيب.
وفي أماكن اخرى من الايقونسطاس والكنيسة توضع أيقونات الاعياد السيديّة والقديسين بقدر ما يسمح المكان.







المـــلابــــــس الـطــــقـــــســــيّــــة




قــطـع حـلّــــة الكــاهن



1 – الثوب : ويقال له ايضًا القميص أو الجلباب ، وباليونانية " الاستيخارة" ، هذا الثوب مشترك بين جميع رجال الاكليروس وخدمة الهيكل. ويكون مزركشا في اسفله وحوله الرقبة والأكمام ، ويوضع على ظهره صليب . وهو يرمز الى" ثوب الخلاص وحلّة البهجة " . ويكون لونه عادة أبيض، ولكنه يجوز استعمال جميع الالوان الملائمة . ويمنع فيه كل زخرف من الدانتيلا ونحوها، كما لا يكون فيه شقّ من الجانبين.




2- البطرشيل: أو القلادة وهي كلمة يونانية تعني " ما يوضع على العنق". وهو العلامة الفارقة بين الثياب المدنية والملابس الطقسية. لذلك يلبسه الكهنة حيث لا يضطرون الى لبس الحلّة الكهنوتية الكاملة . ولبس البطرشيل محفوظ للأساقفة والكهنة والشمامسة. لكن الشمامسة يلبسونه بطريقة خاصة بهم، ويدعى عندهم " الاوراريون". وتطرّز عليه صلبان ثلاثة وكلمة " قدوس" ثلاثًا. هو أكثر قطع الحلّة الكهنوتية قداسةً، يرمز الى النعمة التي تحلّ على الكاهن




.3- الزنار: وهو يستعمل لشدّ الثوب حول الخصر. وهو يرمز الى القوّة والثبات في خدمة الله . وهو غير معروف عند الشمامسة وخدمة الهيكل.




4- الأكمام: وهي تستعمل لشدّ كُمّي الثوب حول الذراعين ، لئلا تتلوّث أو لئلا تمسّ القرابين المقدسة. وهي ترمز الى ذراع الله القوية التي تسند المحتفل.




5- الحِجر : وهو قطعة من القماش مبطّنة بشكل جيب كبير ، يلبسها أصحاب الرتب الكنسيّة على الجانب الايمن. كانت تستعمل قديمًا بمثابة جيب خاريجي توضع فيه المناديل أو الأوراق وما شاكل. أما اليوم فهي ترمز الى السيف الروحي الذي يجب أن يتقلّده الكاهن




.6- " الافلونية" أو الوشاح ، وهي معطف واسع يغطي الكاهن من الأكتاف الى القدمين ، وهو يرمز الى البرّ الذي يجب أن يتحلّى به الكاهن.





حــــلّـــــــة الأســــــــقــــــف






يلبس الاسقف القميص والبطرشيل والزنار والأكمام والحجر(8) ، كما يلبسها الكاهن.




ولكنه عوض الافلونية يلبس ثوبًا قصيرًا مفتوحًا من جانبيه، عريض الأكمام ، يدعى" الصاكوص". (1)
فوق الصاكوس يلبس "الاموفوري" الذي يشير الى الخروف الضائع الذي حمله المسيح على كتفيه. (2)




فوق الاموفوري يلبس الاسقف صليب الصدر، وعلى جانبيه أيقونتا السيد والسيدة مرصّعتين بالذهب والحجارة الكريمة. (3)




ويضع الاسقف على رأسه تاجًا (5)




ويستعمل الأسقف في منح البركة الاحتفالية شمعدانين ، أحدهما مثلث الشموع للدلالة على سر الثالوث الاقدس. والاخر مثنى للمشموع للدلالة على الطبيعتين في يسوع المسيح ، ويقال للأول باليونانية " تريكاري"(6) وللثاني " الذيكاري" (7)




عندما يدخل الأسقف باحتفال الى الكنيسة يرتدي معطفًا واسعًا طويل الذيل، خمريّ اللون ، يدعى " المنديا".(1)




ويحمل في يده العصا الرعائية (2) التي تزيّنها حيّتان ملتفّتان حول الصليب ، رمزًا للفطنة المسيحية التي يجب أن يتحلّى بها الأسقف وإشارة الى الحيّة التي رفعها موسى في البريّة قديمًا.






ســــــــر التــــــــوبة والاعــــــــتراف



. كل مرّة تشعر بضميرك مثقلاً بالخطيئة أذهب الى أب روحي واعترف أمامه لله الرحيم!


.إذ ب واعترف خاصة قبل المناولة المقدّسة.


. كلّ خطيئة مهما كانت، تحتاج الى توبة صادقة.


. أنت بحاجة الى أب روحي ومعلّمِ اعتراف يساعدك على التوبة ويسمع اعترافك الصادق ويُرشدك الى مرضاة الله والسلوك في طريق القداسة المسيحيّة.


. الأفضل لذلك أن تمارس سرّ التوبة والاعتراف خارج القداس، فتقصد الكاهن أو الأب الروحي خصيصًا للاعتراف مرفقًا بالإرشاد الروحيّ.


. التوبة والاعتراف سرّ الجماعة: فإنك أنت عضو في كنيسة نقول عنها في قانون الإيمان: "نؤمن بكنيسة مقدّسة".


. والتوبة والاعتراف سرّ القداسة والجمال الروحيّ والكمال المسيحيّ. إلى هذا دعانا السيّد المسيح قائلاً: "كونوا كاملين كما أن أباكم السماويّ هو كامل" .


.كن دومًا على اتصالٍ مع أب روحيّ يرافق مسيرة حياتك المسيحيّة. وكن معه صريحًا وبه واثقًا وله مطيعًا. إعترافك بخطئك وضعفك ليس ذلاً بل دليل نفسٍ تسعى الى الأفضل والى تجلّي الحياة المسيحيّة فيها.



ســــر المــــــــــيـــــــرون المقدّس


بعطر ومواد عطريّة كثيرة، يطبخها البطريرك، عند الحاجة، يوم خميس الأسرار العظيم ويوزّعها على الأساقفة، وهم يوزعونها على الكهنة.الزيت والعطور والمواد العطريّة ترمز الى نفحة المسيح الطيّبة، كما يقول بولس الرسول: "أنتم نفحة المسيح الطيّبة" (2 كورنتوس 2: 15). كما ترمز العطور المتنوّعة الى تعدّد مواهب الروح القدس وتنوّعها في الكنيسة وفي خدمة شعب الله المؤمن (1 كورنتوس 12: "المواهب على أنواع، إلا أن الروح واحد").
2- ختم موهبة الروح القدس هذا ما يقوله الكاهن عندما يثبّت الطفل واضعًا يده عليه وماسحًا إياه بالميرون المقدّس. وهذا يعني أن الميرون هو ختم المعموديّة وتثبيت نعمتها الروحيّة بحلول الروح القدس. ولهذا السبب أيضًا يُمنح سرّا المعموديّة والميرون (أو التثبيت) معًا.
3- المسحة على مختلف أعضاء الجسد يمسح الكاهن المعتمد بالميرون المقدّس بشكل صليب على جبهته وعينيه ومنخريه وفمه وأذنيه وصدره ويديه ورجليه، قائلاً "ختم موهبة الروح القدس. آمين".القديس كيرلس الأورشليميّ يشرح معنى هذه المسحة فيقول: "لقد مُسحتم أولاً على الجبين لتعفوا عن وصمة العار التي كان يحملها في كل مكان الإنسان العاصي، (إشارة الى قايين الذي قتل أخاه هبيل: تكوين 3: 7-10)، ولكي "تعكسوا بوجهكم المكشوف كأنه مرآة مجد الرب" (2 كور 2: 15). ثمّ في الأذنين، لتحصلوا على آذان تسمع الأسرار الإلاهيّة، وهي التي قال عنها أشعيا: "أعطاني الرب أذنًا للسمع" (5: 4)، والربّ يسوع في الإنجيل: "من كان له أذنان للسماع فليسمع" (متى 11: 15). ثمّ على المناخر، حتى عند قبولكم هذا الدهن يمكنكم القول: "إنّا، في سبيل الله، عبير المسيح للسائرين في طريق الخلاص".بعد ذلك على الصدر، لكما، بعد أن تدرّعتم بالبرّ، تستطيعون مقاومة مكايد إبليس (أفسس 6: 14و11)، كما أن المخلّص، بعد عماده وحلول الروح القدس، خرج ليحارب العدوّ، كذلك أنتم، بعد العماد المقدّس والمسحة السريّة، وبعد أن تسلّحتم بسلاح الروح القدس، قاوموا قوة الشرّ وحاربوها قائلين: "إني أستطيع كلّ شيء بالمسيح الذي يقوّيني" (فيليبي 4: 13) (العظة 21، رقم 4).
4- الزيّاح : يُجرى زيّاح حافل للمعتمد الجديد في الكنيسة كلها، بالشموع والترانيم، يرافقه العرّابون والأشابين والأهل. ويترنّم الجميع بكلمات بولس الرسول: "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم. هللويا".الزياح رمز وعلامة تكريس الطفل المعتمد لله تعالى، والابتهاج بهذا الحدث العظيم، وبولادة عضو جديد في الكنيسة.وينهي القديس كيرلس الأورشليمي تعليمه عن المعمودية والميرون المقدّس بهذا التحريض الجميل:"احترسوا من تدنيس المسحة التي نلتموها، حافظوا عليها فتكون لكم ينبوع كلّ معرفة، فإنها للروح قوّة وللجسد قداسة وللنفس وسيلة خلاص. حافظوا على نقاء تلك المسحة المقدّسة، واعملوا على مرضاة المسيح يسوع مبدئ خلاصنا، الذي له المجد الى أبد الدهور. آمين" (العظة 21، رقم 7).



درســـــات اخـرى



* سرّ المعمودية


* الخبز ورموزه


* النور والشموع


* الزيت المقدس
* الماء ورموزه


* المبخرة ورموزها